Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

حكومة الفشل ...متي الخجل

 

سيتهمني أتباع و مطبلي هذه الحكومة بكوني متحامل عليها و على وزرائها و من يدافعون عنها ، سيقول البعض بأني من أتباع النظام السابق ، لكن أطمئنكم سادتي بأني أكتب دون أي تحامل و لا أفكار مسبقة فالفشل هو أمر حتمي لهذه الحكومة و كل المؤشرات و الأرقام تؤكد وجهة نظري و نظر العديد من السياسيين و المحللين للشأن التونسي .

 لماذا تطلق على هذه الحكومة بأنها فاشلة ؟

في البداية سادتي القراء من أين نبدأ فأخطاء هذه الحكومة لا تحصي و لا تعد ، فمنذ الثالث و العشرون من أكتوبر و بعد الافصاح عن النتائج التي صدمت عديد المراقبين و المحللين شرعت حركة النهضة الاخوانية في تشكيل تحالف حكومي يضم كل من التكتل بزعامة مصطفي بن جعفر المناضل اليساري عاشق النوم كما يحلو للبعض تسمية بعد الحادثة الشهيرة حين سؤل لماذا لم تشارك في تحالف 18أكتوبر 2005الذي ضم كل من حركة النهضة و الحزب الديمقراطي التقدمي و حزب العمال الشيوعي التونسي و بعض الشخصيات المستقلة ،ليتعلل بكونه أفاق من النوم متأخر و لم يتسني له الحضور، كما عودنا بن جعفر  بمغالطاته و دفاعه عن الحداثة خاصة في حملاته الانتخابية أما بعد نتائج الانتخابات سرعان ما ارتمى في أحضان النهضة الاسلامية مفاجئ في ذلك مناصريه  و مناضلى حزبه  مؤديا بحزبه للاندثار و التآكل ، أما الطرف الثاني من هذا التحالف كان المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة السيد منصف المرزوقي الحقوقي المعروف و المدافع الصلب عن الحريات ،فقد اعتمد السيد المرزوقي في حملاته الانتخابية على اسلوب شعبوي لاستمالة الناخبين من  تشويه الغير و اتهامهم بالفساد المالي إلى الوعود الزائفة و التشدق  بنظافة اليد وبفقره و فقر حزبه في عملية استعطاف و إثارة للشفقة في قلوب التونسيين.

و بعد المشاورات التي تواصلت مدة شهر أو أكثر بين كل من حركة النهضة و التكتل و المؤتمر تم الاعلان عن الحكومة التي تضم في صفوفها ما يناهز الثمانين وزير و كاتب دولة و قد كان الصراع على أشده بين مكونات هذه الحكومة لإرضاء كل الأطراف في شكل محاصصة بينهم ،إذ لم تكن المعايير المعتمدة مبنية على الكفاءة و الاقتدار بل كانت مبنية على ترضيات لتجنب انفجار هذه الاحزاب خاصة و الامر يتعلق بتوزيع حقائب وزارية ، كما أن المحاصصة الحزبية شملت أيضا المناصب الحساسة من رئيس دولة و حكومة و مجلس تأسيسي ليتم في الأخير انتخاب كل من رئيس المجلس التأسيسي و السيد رئيس الحكومة و تعيين السيد المنصف المرزوقي كرئيس شرفي للدولة دون صلاحيات تذكر .

اثر انتهاء عملية الاقتراع و بعد الافصاح بنتائج الانتخابات سارعت بعض الاحزاب على غرار الحزب الديمقراطي التقدمي بالاعلان عن اختيارها المعارضة و عدم مشاركتها في الحكومة و هذا الأمر كان محسوم سلف بعد تحالف التكتل و المؤتمر حتي تقبل الاعلان عن النتائج ، و تدريجيا تكونت كتلة معارضة داخل المجلس التأسيسي تراقب و تنقد أداء الحكومة المهتز منذ بدايته .

في حقيقة الأمر التركة التي خلفتها الحكومات السابقة كانت كبيرة و عصية عن الحل خاصة في ضل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد بعد ما تم تسميته بثورة و كذلك تهاوي القدرة الشرائية للمواطنين و اغلاق العديد من المؤسسات أبوابها و تسريحها للمائات من العملة ،نضف إلى ذلك ما تم تسمية ايضا بثورة الشعب الليبي الشقيق و ما تركه من أثر على الاقتصاد التونسي بعد تسريح و طرد العديد من التونسيين المقيم هناك ، كل هذا لا يمكن أن يكون عائق أمام الحكومة لأن العائق الأكبر هو في تركيبة الترويكا الغير المتوازنة و مسك حركة النهضة للسلطة التنفيذية و عدم الفصل بين السلط .

لقد شرعت هذه الحكومة منذ البداية بفتح النار على كل من ينتقد آدائها من اعلاميين و نقابيين و سياسيين متهمة اياهم بعرقلة الحكومة و بالعمالة للغرب ، و الذي ساهم في تعميق أزمتها هو تلك التصريحات المتضاربة و المهتزة من طرف وزرائها لقلة خبرتهم و لعدم فهمهم للواقع التونسي خاصة و أن أكثرهم كان يقطن في الخارج فلا دراية له بما عاشته تونس من سنوات القمع و التهميش ، و بقية الحكومة كانوا في السجون لسنوات عديدة و بالتالى كان من الصعب جدا أن نجد رجال دولة قادرين على حلحلة الوضع الاقتصادي و الاجتماعيفي البلاد ، كما أنه من بين المعضلات هو كون حركة النهضة شرعت منذ البداية في محاولة الانغراس في الادارات و الاستحواذ على كل مفاصل الدولة محاولة بذلك تطويعها لخدمتها مما  أثار حفيضة شركائها في الحكم  و معارضتها الشرسة وكذلك زاد في تدهور شعبييتها في صفوف عامة الشعب .

و بالتالي حاولت حركة النهضة على أن تكون الوريثة الشرعية للتجمع المنحل بكل الوسائل عن طريق التنصيبات العشوائية هنا و هناك و ذهبت إلى حد تنصيب وجوه تجمعية معروفة في محاولة يائسة على تطويع التجمعيين و استمالتهم بمناصب و تجنب شرهم ،الأخطاء تعدد و كثر أعداء هذه الحكومة ،كيف لا و قد تصرفت كأسد مجروح تضرب كل من ينتقدها و تحاول تركيعه .

لقد خاضت هذه الحكومة معارك خاسرة منها معركة الاتحاد العام التونسي للشغل القوة العمالية رقم واحد في تونس و حاضن الثورة التونسية وواصلت معاركها بمهاجمة الاعلام و الاعلاميين و ثلبهم و اتهامهم بكونهم من بقايا النظام البائد مما قد يعجل في سقوطها و تهاوي بناها .

حركة النهضة و شركائها اليوم في مأزق حقيقي كما هي البلاد التونسية خاصة في ضل تراجع تونس في جميع الميادين و اعتماد هذه الحكومة نفس المنوال الاقتصادي الذي كان سبب في اندلاع الانتفاضات تلوى الانتفاضات ضد بن على و زمرته و الذي سيكون أيضا سبب في اندلاع انتفاضات أخري خاصة و أن الوضع الاجتماعي للمواطنين قد تدهور للغاية فالطاقة الشرائية للمواطن أصبحت شبه معدومة كما ارتفاع الأسعار الذي زاد في معانات المواطنين و في تراجع شعبية كل مكونات الحكومة

و مع اقتراب نهاية السنة على اول انتخابات بعد سقوط بن على و زمرته ارتفعت الأصوات المنادية برحيل الحكومة و ايجاد حل للمشاكل العالقة للمواطنين ، فالكل ينتظر اليوم هل ستقبل النهضة بالحوار للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة أم ستواصل صراعاتها مع طواحين الماء ، أما بعد رفض هذه الأخيرة لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل متعللة بتواجد نداء تونس كطرف للحوار قد أصبح الأمر أكثر وضوح بأن هذه الحكومة تواصل تعنتها و أخطائها الفضيعة التي ستؤدى عاجلا أم آجلا إلى سقوطها و ادخال البلاد في حالة من الفوضي و تهديد السلم الأهلي .

في خضم كل هذا يضل المواطن البسيط في مآسيه و تتواصل معاناته فلا أحد يشعر بآلامه و تضل دار لقمان على حالها شعب يعيش  الفقر و التهميش و سياسيين يتصارعون .

 

 الصحفي الحر :وائل بوزيان 




18/10/2012
1 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres