Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

هل فرق دم السلفيين بين القبائل ؟

عندما نكتب يجب علينا ان نكون صادقين مع انفسنا و مع قراءنا و يجب علينا ان نكون للفكر دارسين و للواقع معايشين ، من هذا المنطلق اكتب اليوم عن شاب قضي نحبه في سجون النظام الاسلامي التونسي بقيادة حركة النهضة هذا الشاب هو شاب من منتيبي  حركة لم اساندها يوم و لن اساندنا لأنني باختصار شديد اختلف معها فكريا وكليا  ، و كون ان لهذه الحركة المتطرفة دينيا شباب يقبعون في السجون  اليوم و تمارس عليهم كل اشكال التعذيب اقف اليوم مندهشا امام هذا السكوت العميق و التجاهل اللامنطقي و اللاانساني أستحضر  ما حدث في تونس سنوات التسعينات التي تم خلالها تقوية جناح على الآخر فان تم الفتك بجناح منهما تري الجناح الآخر سعيد و في الأخير قضي علي الاثنان و ضلت تونس تحكمها مافيا تنكل بكل من اليمين و اليسار على حد السواء من هذا التحليل البسيط  اطرح سؤالي هل تم تفرقة دماء السلفيين بين القبائل المتنازعة ؟ ام ان الجميع قد اتفق على ان يكون يكون السكوت عنوان المرحلة القادمة أم ان أوامر القوى الدولية تمنع الكلام ؟

لقد كتبت الكثير عن السلفيين و عن مصادر تمويلاتهم المشبوهة و عن شرائهم للعديد من ضعاف الحال بالمال و كررتها ألف مرة السلفية ليست بجسد واحد يتم توضيفه من طرف حركة النهضة كجناح عسكري لها ، كما انني نبهت عديد المرات من خطورة ما قد تأول اليه الاوضاع في البلاد في ضل التسيب الامني المقصود و المشفوع بكون حركة النهضة تجد في السلفيين كتلة انتخابية او احتياطي انتخابي قد يعينها في الانتخابات القادمة إلا ان السحر انقلب على الساحر و اصبحت هذه المجموعات تمثل احراجا كبيرا لها و مع تنامي ظاهرة العنف السلفي و تنامي عدد منتسبيها  اصبحت حركة النهضة اكثر احراجا .

ان الاحداث التي شابت البلاد بعد هروب بن على من اعتداءات و اقتحامات لمؤسسات عمومية من طرف بعض المجموعات السلفية بالإضافة لاستعراض القوة التي تقوم به هذه المجموعات كلما اتيحت لهم الفرصة و محاولاتهم المتكررة لفرض  افكارهم و تصوراتهم بالعنف و خطاباتهم المتشنجة و كذلك تمويلاتهم الضخمة و مصادرها المشبوهة جعلت منهم نقطة استفهام و لغز محير وجب البحث عن تفاصيله و حيثياته و تفكيك شفراته مما  جعل من عديد المراقبين للشأن التونسي يحذرون من خطورة تنامي هذه المجموعات و سيطرتها على البلاد عن طريق كل الوسائل التي قد تتاح لهم و مع سكوت الجهات الرسمية و تجاهلها المدروس  و التحقير من هذه الظاهرة التي جعلت من المواطنين يشعرون بالخوف على مستقبلهم و مستقبل الاجيال القادرة  تنامت هذه الظاهرة لتصبح واقع ميداني معاش تتجلى تفصيلاته في الشارع التونسي و سرعان ما انتشرت السلفيين في الاحياء الاكثر فقرا و تهميشا  لتصبح بذلك كيانا و ليكون لها  دورا في الحياة السياسية و في بعض الاحيان تكون عنوانا للمزايدات و المشاحنات و التو ضيفات الحزبية الضيقة .

انه لمن اهم  العوامل التي احرجت الفريق الحاكم و جعلته اما خيار واحد هو استعمال القوة هو تلك التحذيرات الدولية خاصة من ماما امريكا التي باركت فوزه بالكرسي  و سهلت تصدره للمشهد السياسي في تونس ، فالولايات المتحدة الامريكية من اشد المتابعين للبيئة السياسية التونسي كيف لا و هي التي بادرت بتحية الشعب التونسي على انجازاته و سحب البساط عن بن على و كذلك لكونها تعلم جيدا ان موقع تونس الجييوسياسي رائع و مخيف في الآن نفسه فتونس نمثل منطقة عبور لأوروبا و الفاصلة بين كل من ليبيا و الجزائر ، من هنا انطلقت الالة البوليسية في تمشيطها و بحثها عن هذه العناصر السلفية ليصل الامر الي الرمي بالرصاص و محاصرة المساجد و اقتحامها كما حدث في دوار هيشر من ولاية منوبة و لتم اعتقال مجموعة من الشباب السلفي و رميهم في السجون دون محاكمات في محاولت يائسة من طرف الحكومة للتكفير عن ذنوبها بتركهم لهم و التساهل في التعامل معهم بغية استمالتهم و جعلهم احتياطي انتخابي .

السلفية لم تأتينا من المريخ فهي ظاهرة كانت و لا تزال في مجتمعاتنا العربية خاصة المجتمعات الأكثر تخلفا ففي ضل عدم وجود مدارس فقهية و دينية تدرس و تنير العقول يستغل بعض شيوخ الوهابية المتطرفين  المنابر الحوارية  واموالهم الطائلة  لدمغجة ثلة من شباب تونس  و دعوتهم للجهاد في سبيل الله وتحريضهم على مجتمعاتهم و غرس ثقافة التكفير ، ليس غريب ان نجد في مجتمعات شباب سلفي لكن الغريب ان يموت في السجن مواطن تونسي بعد قيامه بإضراب جوع دون ان نجد اعلامنا و مفكرينا و صحافتنا و منظمات حقوق الانسان تدين مثل هذه الاعتداءات ضد الانسانية فالمبدأ لا يتجزأ و التونسي هو التونسي شيوعيا كان ام سلفيا او ملحدا فالكل سواسية امام القوانين ،لا احد فوق القانون او المسائلة ام ان ما اقوله هو مجرد شعارات تبللت بعبارات شاعرية مثالية لا وجود لها إلا في مخيلتنا  .




18/11/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres