Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

هل أصبح خيار الطريق الثالث ضرورة؟؟؟

 بعد ان تنامت ظاهرت الاستقطاب الثنائي العلماني –الديني الذي اصبح احد اهم هواجس النخب الحزبية والفكرية في تونس والذي تطور بعد حصول الاسلاميين على الاغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي ،ليزداد تخوف القوي اليسارية و الليبيرالية على المكتسبات  الحداثية التي تحقق  للمجتمع التونسي منذ الاستقلال ومعها ازداد نمو الحركات الاسلامية الاكثر تطرف ليحتدم الصراع ،وتصبح المواجهة علنيّة بين النهضة ومجموعة من الاحزاب التقدمية ،ويسيطر هذا الجدل على مختلف اوجه الصراع .

ان الاستقطاب الثنائي في تونس بين الاسلاميين و اليسار يعود إلى  عوامل متعددة ،بعضها موروث سابق للثورة ،والبعض الآخر افرزه الوضع الراهن .فبالنظر لما قبل الثورة نجد تحالف 18اكتوبر الذي جمع بين حركة النهضة الاسلامي و الحزب الديمقراطي التقدمي و حزب العمال الشيوعي التونسي ذي التوجه الماركسي اللينيني رغم ان بقية الاحزاب اليسارية رفضت مثل هذه التحالفات التي وصفتها بالتحالف مع الرجعية الدينية .

اما اليوم فالمشهد لم يختلف كثيرا عما كان عليه ،فقسم كبير من اليساريين اعتبوا صعود الاسلاميين خطر عليهم وفرصة لإعادة توحيد الصفوف ضد التيار الاسلامي ،وفي المقابل يري جزء كبير من الاسلاميين ان الوقت اصبح ملائما لحسم المسألة مع خصومهم التاريخيين .

فبالرغم من ان العلاقة بين التيار الاسلامي و اليسار لم تكن في البداية تنبئ بصراع بعد انشاء الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والإصلاح السياسي وباقتراب موعد انتخابات المجلس التأسيسي اخذت الصراعات الحزبية و التجاذبات العقائدية و الاديولوجية تغلب غلى المشهد السياسي ،لتسيطر على الاسلاميين عقلية المؤامرة بعد  المصادقة على القانون الانتخابي وتصعيد بعض الاحزاب انتقادها لحركة النهضة .

ساهم الاستقطاب الثنائي في تهييج المشاعر الدينية و تقسيم الشعب لفريقين فريق ينصر التيار الاسلامي بعلاته وهيناته وفريق ينصر اليسار و الاحزاب الديمقراطية الحداثية مما ساهم في تعكر البيئة السياسية بتونس ،وهو ما جعل الصراع السياسي يفقد مضامينه الأساسية  المرتبط اساسا بأهداف الثورة و الانتقال الديمقراطي .

بعد تحليلنا لما شهدته الساحة السياسية و ما تشهده الآن من استقطاب ثنائي اصبح من الضروري اليوم ان يخلق البديل السياسي ،ففي ضل هذا التناحر السياسي و التجذبات والجدل العقيم وعودة قوي الردة للساحة السياسية لم يعد هناك خيار الا خيار الطريق الثالث لعلّه يجنب البلاد والمواطنين ويلات هذا الاستقطاب الثنائي و يحفظ السلم الاهلى ويقي تونس من اخطار ما تقوم به مجموعة من ساسة هذا البلد .



24/06/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres