Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

قفصة : ولاية معاقبة و شعب مسجون

قفصة تلك المدينة الحزينة الغارقة في بحر العرق المتصبب من جبين مجاهديها زمن الحروب قفصة التاريخ و الحاضر المهمش الغير المذكور ،قفصة الوديان الجافة و الخمارات الكثيرة الكثيرة و الشعب الفقير ،قفصة الغنية الفقيرة فهي مفارقة من مفارقات الحياة ،فقفصة التي تملك من مخزون الفسفاط ما يجعل منها اغني الجهات تترنح في جحيم الفقر و البطالة و البؤس و الملل  .

مرورا بالحوض المنجمي يمكننا ان نشاهد تلك الجدران المتصدعة من وقع الانفجاريات المنجمية "المينا" ،تشاهد الوجوه المصفرة ،تشاهد شبابا لا يجدون غير المقاهي تؤنس وحدتهم و تزيدهم موتا على موتهم من الرديف مرورا بأم العرائس و المظيلة  وصولا للمتلوي لا مشهد يتغير و لا لون آخر تجده لتكون اللوحة اشبه بمقبرة شاء الجميع ان يلطخها بحزن منقطع النظير ، تمشي بين شوارعها تكاد ساقك تلتوي من دقة رسم طرقاتها و من العناية الفائقة التي توليها كل الحكومات للبنية التحتية التي يفتخر بها كل سكان المدينة .

تدخل لمدينة القصر مدينة المناضلين أمثال احمد التليلي المناضل النقابي و غيرهم كثر لا تختلف كثيرا عما شاهدتموه في الحوض المنجمي ،لنصل أخيرا على مشارف مدينة قفصة اين يقع وادي بياش الذي لا يزال جميع اهالي المنطقة يتذكرون غرق العديد من اخوتهم و احبتهم ،لنمر فوق الجسر و نصل لقلب الولاية المكتظة بالمقاهي و الحانات لا غير لا معامل لا شركات تذكر و ان ذكرت فهي نكرات لنتجول داخل المدينة العتيقة الحارة وحومة الواد المهملة منذ عقود كان السكان يعتقدون انها صرح تاريخي يروي قصة للرومانيين حين زاروا البلاد فحتى نخلة الوادي اقتطعت و حل الخراب و مياه وادي الباي دون مياه .

لا تستغربوا هذا المشهد فقد اعتدناه ،فقد اعتدنا ان نموت من سكات ان نصرخ و لا احد يستمع صرخاتنا غير جبال بن يونس التي كانت و لا تزال صامدة كأجدادنا في كل المعارك التي خاضتها البلاد و انتهت بتسليم الكراسي و المناصب لمن لم يناضل و لم يكن يوما في الميادين و الساحات ،قفصة صرخة في وجه الاستبداد ،قفصة معانات شعب من القهر و الاستبداد .

كغيرها من المدن استبشرت قفصة باحداث الرابع عشر من جانفي و هلل اهلها لهروب الطاغية من البلاد و لكن دام الفساد و المال ينهب و تنهار معه البلاد و تركن كالعادة قفصة و تهمل ملفاتها هنا و هناك و الكل في سبات ،فالحكومة الجديدة حكومة الثورة كما يقولون عنها واصلت اهمالها بل تعمد اهانة سكان البلاد و زادت في معاناتهم  فقوارب الموت تحدثكم عن الكحلة عن ولد الحارة عن ولد الحوض و عن ولد زروق و عن العسالة و حي السرور و عن الحميلة و عن اقاصي البلاد تروي حسرة الاهالي بفراق ابناءهم في جهة كان من المفروض ان يعيش اهلها احسن عيشة في البلاد .

قفصة ليست مجرد مدينة قفصة تاريخها اقدم من القارات كيف لا وهي التي تملك اقدم معبد و اقدم الحضارات فيها ما فيها و لا أحد يري ما فيها غير اهاليها فحكومة تلوى الحكومة و حال البلاد هو حال البلاد قهر و استبداد و استعباد


 



18/11/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres