Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

صراع القطبين

اقتربنا شيء فشيء من انتهاء المرحلة الانتقالية  و بداية مرحلة التحضير للانتخابات القادمة اشتد  التنافس و التجاذب الحزبي و الايديولوجى  ليغلب على المشهد السياسي التونسي الضبابية ، وبعدما  كشفت  الانتخابات  الرئاسية المصرية عن أسرارها لتعلن فوز مرشح الإخوان المسلمين بفارق بسيط عن مرشح فلول النظام السابق هل يمكننا القول بان المشهد السياسي التونسي يمضي نحو صراع القطبين كما هو الحال بمصر  ؟

لم يكن مستغرب فوز الإخوان في مصر بل كان متوقع جدا خاصة بعد الذي شاهدنا في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس التي رجحت كفة حركة النهضة الإخوانية  بأغلبية ساحقة فاجأت العالم العربي، لكن الأمر المحير في انتخابات مصر هو تقارب النسب بين مرشح الإخوان و مرشح فلول النظام السابق ، في تونس المشهد السياسي  له خصوصياته  و يختلف و لو جزئيا عن المشهد السياسي المصري ،فمن بين الأحداث الأكثر إثارة هذه الآونة الأخيرة هو الإعلان عن تكوين حزب "نداء تونس  "الذي يضم في صفوفه العديد من الوجوه السياسية البارزة التي تقلدت مهام إبان حكم بن على

و إبان الحكم" البورقيبي " ومن ابرز هذه الوجوه هو السيد الباجي القايد السبسي   الذي تولى رئاسة الحكومة الانتقالية قبل انتخابات المجلس التأسيسي و الذي بدوره تقلد مهام سياسية زمن بن على و زمن بوقيبة أيضا .

بعد تفاقم أزمة حكومة "الترويكا" و عجزها عن إدارة شؤون البلاد و تخبطها في أدائها و تضارب تصريحات ممثليها  بالإضافة إلى تراخيها الشديد في التعامل مع ظاهرة التطرف الديني ،نضيف إلى ذلك ارتفاع معدلات البطالة و الفقر و غلاء المعيشة  وضع الباجي نفسه موضع المخلص من الإسلاميين و المنقض للبلاد من ويلات الفوضى و الانهيار  ، ليشتد التنافس الحزبي و الإيديولوجي و يطفوا على الساحة السياسية التونسية و لتتعمق معه أزمة المواطن البسيط الذي وجد نفسه اليوم بين مطرقة فلول النظام السابق و سندان الإخوان ، ليطرح السؤال هل كتب على هذا الشعب ان يختار بين من جربوه في السابق و عاينوا قمعه و دكتاريته و فساده و بين من يعيش اليوم في تخبط ما بعده تخبط و بين هذا و ذاك ضلت دار لقمان على حالها بل زاد الوضع أكثر قتامه مما كان عليه في السابق .

فكما هو معلوم شهدت تونس بعد الثورة كما كبير من الأحزاب السياسية التي فاق عددها المائة و بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 وجدت العديد من الأحزاب نفسها خارج الخارطة السياسية فمنها من حل نفسه و منها من انتهت صلاحيته و البعض الآخر وجد في الانصهار في أحزاب كبيرة حل لأزمته لندخل في مرحلة التموقع السياسي و تقسيم الخارطة السياسية إلى مناصر للنهضة و من لف لفيفها ومن هو مناصر للفلول و من لف لفيفهم و في ضل هذا المشهد بقيت العديد من الأحزاب السياسية الأخرى في حيرة من أمرها خاصة الأحزاب الراديكالية اليسارية و القومية لتلجئ هي بدورها إلى تشكيلة جبهة تقدمية لعلها تنجح في إفشال عملية الاستقطاب الثنائي الذي قد يهدد استقرار البلاد و السلم الاهلى داخلها خاصة عندما تتعلق المسألة بالاستقطاب على القاعدة الثقافية و يتعمق الخلاف أكثر فأكثر و يكون بذلك الخاسر الأكبر هو تونس و شعبها و نعيش سنوات طويلة نحارب طواحين الماء او ندخل في ثورة شعبية ستكون أكثر دموية قد تؤدي في النهاية إلى استعمار جديد للأراضي التونسية و ارتهان الأجيال القادمة للخارج .

من المنطقي أن نقارن ا وان نقوم بمقاربة بين ما شهدت مصر و ما تشهده تونس اليوم ، فالثورتان التونسية و المصرية كانتا تقريبا متشابهتان لكن مع مراعاة خصوصية كل بلد .                                  بقلم الصحفي الشاب وائل بوزيان 

 



12/08/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres