تسليم البغدادي المحمودي جريمة في حق تونس
إن تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية هو عمل لا أخلاقي و خطئ سياسي فضيع ،فليبيا اليوم لا تمتلك قضاء عادل و لا حكومة منتخبة من طرف الشعب بل تحكم ليبيا مجموعات قبلية ،فليبيا اليوم تعج بالسلاح ووضعها الأمني هش للغاية فالجرائم ضد الانسانية تمارس يوميا ،فلا وجود في ليبيا لمنظمات حقوقية أو غيرها .
ان البغدادي المحمودي ليس الرجل البريء المنزه من الاخطاء لكن رغم كل ذلك هو أسير حرب ولاجئ بأرض تونس و بالتالى تسليمه لحكومة مؤقتة لا تمتلك الشرعية لا تعدو ان تكون سوي صفقة بين حكومة الجبالي و الحكومة الليبية ،و من هنا نضع الف نقطة استفهام ،كيف يمكن لمن ضاقوا ويلات السجون و التعذيب أن يقوموا بتسليم لاجئ سياسي بهذه السهول و الادهي و الأمر أن يتم ذلك التسليم دون علم رئيس الجمهورية و منظمات المجتمع المدني خاصة منها الحقوقية .
ان قضية البغدادي المحمودي وتسليمه أثارت العالم و خلفت ازمة سياسية عميقة بين رئاسة الحكومة و الحكومة و من المرجح ان تتطور المسألة لتصبح قضية رأي عام دولي ،فبالنظر للصحف الصادرة اليوم نجد ان أغلبها أدان هذا التسليم و منها من تجاوز ليصف رئيس دولة مستقلّة بالطرطور في سابقة تاريخية .
فبعد ثورة ابهرت العالم من العيب ان نقوم حكومة استمدت شرعيتها من صندوق الاقتراع و وعدت الشعب التونسي بان تكون حكومة ديمقراطيّة تحترم حقوق الانسان وتشرك المجتمع المدني في كل القرارات المصيرية خاصة منها التي تمس بسيادة تونس و بصورتها امام العالم أن تقوم بتسليم رئيس وزراء اسبق لدولة لا يزال الاقتتال داخلها ،فتونس لم تشهد في تاريخها ان سلم اسير حرب او لاجئ بأرضها ،تونس التي تم قصفها في سنة 1984بمدينة حمام الشط عند رفضها بتسليم الراحل ياسر عرفات تقوم اليوم بتسليم البغدادي المحمودي في اطار صفقة مالية .
رغم اننا نقر بأن البغدادي المحمودي يعتبر مجرم حرب ساهم بشكل او بآخر في قتل الشعب الليبي إلا انه انسان و من حقه ان يحاكم محاكمة عادل لا ان يتم تسليمه بهذه الطريقة التي تضرب عرض الحائط بكل الاعراف الدوليّة و بحقوق الانسان فهو متهم ومن حقه ان يحاكم محاكمة عادلة في ارض محايدة و تحت قضاء عادل و نزيه دون قصاص أو تشفي .
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 12 autres membres