Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

السافرة لينا بن مهني

بالرغم من كون هذه الفتاة لم تقم بما قام به بعض ساسة تونس من إضرابات جوع و لم يتم سجنها زمن المخلوع  ولم تتعرض لما تعرض له العديد من المناضلين إلا أنها قدمت ما لم يقدمه العديد من الوجوه السياسية و الإعلامية اليوم وضلت ثابتة على مواقفها وقناعاتها عكس ما شاهدناه من "قلبان فيسة "من بعض الساسة و أشباه المناضلين،  فهي مثال عن المرأة التونسية بعلّاتها و بحسناتها لكنها من بين القلائل الذين عبروا و بصراحة عن مواقفهم دون خوف خاصة بعد الثورة .

ان ما جعلني اكتب عنها هو تلك الحملات التشويهية الكبيرة المدفوعة الأجر ضدها و التي صورتها على كشيطان في شكل امرأة ، فليس بغريب اليوم أن تهاجم هذه الفتاة التي عبرت و بكل جرأة عن مخاوفها من الإسلام السياسي الذي يهدد البلاد التونسية و عن مخاوفها المشروعة من الذي سيخلفه هذا الاستقطاب السياسي على وضع المرأة التونسية .

ما عبرت عنه هو ليس من منطلق تخمينات بل هو استنتاج و جمع لمجموعة من القرائن و البراهين التي تتعزز كل يوم ، فاللوم يجب توجيهه للآخرين الذين وقفوا عاجزين و متجاهلين أمام ما تتعرض له المرأة في تونس من مضايقات يومية و متكررة تنتهك حريتها وتمتهن قدراتها في الخلق و الإبداع ،وتحاول جعل المرأة مجرد آلة للتفريخ أو تلك العورة التي يجب إخفائها و جعلها أسيرة لرغبات بعض المرضي نفسيا .

المسألة تتجاوز لينا أو غيرها من النساء اللواتي يتعرض اليوم لحملات من التشويه وصلت إلى حد سلبهم حق الدفاع عن أفكارهم و اتهامهم بالا وطنية ،المسالة متعلق بمنظومة كاملة و متكاملة تخطط لها بعض الدوائر الخليجية الوهابية لضرب كل الأصوات المنادية بحرية المرأة و انعتاقها من وصاية الرجل عليها

و للأسف اليوم سقط القناع عن العديد من المدافعين عن المرأة و انكشفت عوراتهم و كشف الحجاب عن كذبهم و دجلهم ، فقد استعمل هؤلاء  قضية المرأة و دفاعهم المستميت عنها كواجهة سياسية و تجارة يستثمرون فيها .

نصيحتي لهم هو أن يصمتوا قليلا فالمرأة ليست في حاجة إلى ان تدافعوا عنها ،هي في حاجة فقط  أن تكونوا أكثر مصداقية في التعامل مهما فالكثير منكم يدافع ولكن  عندما يتعلق الأمر بممارساتكم اليومية نجدكم أكثر الناس رجعية  و قسوة .

فبالرغم من كل المحاولات لإجهاض أي مشروع لإعادة دور المرأة و لتفعيل إلا أنها ستفشل أمام إرادة المرأة التونسية التي لم و لن تقهر أبدا والتاريخ سوف يكشف المستور آجلا أو عاجلا .



22/07/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres