Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

الاتحاد يدق اول مسمار في نعش الحكومة

انه ليس من الغريب او من العجيب ان تقوم ميليشيات ما تسمي بلجان حماية الثورة باقتحام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل ،كما هو ليس بغير على حركة النهضة الدفاع عن هذه المجموعات خاصة كونها  تعيش هذه الايام ازمة خانقة في ضل عجزها المتواصل على جميع المجالات ،لكن الغريب في الأمر هو درجة الغباء السياسي الذي نلمسه في فتحها لعدة واجهات كمهاجمتها للاعلام و الاعلاميين و فتحها النار في وجه كل من يخالفها التوجه او مجرد نفدها و هو ما يعكس التصلب و التكلس في تفكير مستشاريها و مخططيها في الوقت الراهن .

لم تكن احداث سليانة مفاجئة لي شخصيا خاصة كون ان هذه المنطقة من اكثر المناطق تهميش نضف الي ذلك والى الجهة الذي لا يستمع سوي إلى اهوائه و انصار الحكومة و مع الاستعمال المفرط للعنف من طرف قوات الامن التي قامت بكل ما لا يمكن تبريره دخلت الحكومة مرحلة الموت السريري و دقت اول مسمار في نعشها اثر دفعها بمجموعات من ميليشيات لجان حماية الثورة للاعتداء على مناضلى الاتحاد العام التونسي للشغل و انتهاك حرمة المقر المركزي بساحة محمد على و التهجم على المواطنين .

من هنا يمكننا القول أن حكومة الترويكا استوفت آجالها و انتحرت سياسيا ،فهي اليوم تتخبط في اخطائها المتتالية و في تعنتها الغير المفهوم ،فهي في كل يوم تزداد شراسة في الدفاع عن ما تسميه الشرعية التي فقدتها بمجرد اعتدائها على من يخالفه التفكير او ينقد سلوكها و سلوك وزرائها و بالتالى وضعت هذه الحكومة نفسها في موقف محرج للغالية خاصة و ان كل التونسيين يعلمون ماذا يمثل الاتحاد العام التونسي للشغل فعوض ان تستثمر وقف الاحداث بسليانة و تشكر الاتحاد على ما مساهمة في حلحلة الوضع و حقن الدماء بادرت بفتح النار عليه و ادخال البلاد في معركة قد تؤدى بتونس إلى ما لا يحمد عقباه خاصة و ان الاتحاد العام التونسي للشغل أعلن الاضراب  العام الذي من الممكن ان يكون بداية حرب اهلية حقيقية تتحمل حركة النهضة المسؤولية فيها و ما سينجر عنها من جروح بين التونسيين ليس من السهل ان تندمل بسرعة .

الوضع في تونس حرج جدا على كافة المستويات و مع احتدام الاحتراب السياسي يمكن للتي سميت بثورة أن تضيع نهائيا و ان نتحصر عليها و على مكاسبها ما حيينا ،ففي ضل تعنت و مكابرة هذه الحكومة و عدم اعترافها بكون لا حل للخروج من الازمة التي تعيش تونس إلا وفاق وطني تقدم فيه حركة النهضة جملة من التنازلات لتجنيب البلاد الكارثة فانني شخصيا اخشي ما أخشاه أن نعود بتونس للمربع الأول أو ان يكون مصير تونس كاليونان او كالصومال ،فلا القاصى و لا الداني يريد لهذا البلد ان يصبح مسرحا للصراعات التي سيكون فيها المواطن اكبر الخاسرين .

من هنا اتقدم برسالة لهذه الحكومة أن تحكم العقل و ان تقدم جملة من التنازلات لا أن تكون متكلسة و صلبة فتنكسر و تصغي للأصوات المنادية بالوفاق من أجل تونس فلا الكراسي دائمة و لا المناصب و من كانت بوصلة تونس فهو الرابح و من كانت بوصلة اهوائه و مكاسبه و مكاسب حزبه فهو أكبر الخاسرين ،لذلك أقول للجميع على حد السواء أن تكون ثوريا لا يعني وجوبا أن لا تكون عقلانيا و ان كنت صلبا و قويا هذا لا يعني أبدا أنك محصن من السقوط أو الاندثار .



05/12/2012
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres