Le Tunisien Libre

Le Tunisien Libre

الأيادي الناعمة

السياسة في تونس يتلاعب بها ما أطلقت عليهم بإسم الأيادي الناعمة نعم هي تلك الايادي التي تتلاعب بمشاعر و عواطف المواطنين و تشتري أحلامهم مقابل الخيال ، نعم كيف لا و الكل اليوم أصبح  مناضل و مجاهدفي زمن الخزي و العار ، فكما يقول لينين ما اصعب أن نكون ثوريين أثناء الثورة و ما أسهل أن نكون ثورين بعدها   فالكل قد يتحول بمجرد ضهور تلفزي او اذاعي إلى مناضل فوق العادة فكما للاعلام دوره في نقل الخبر كما ان له جوانب سلبية اهمها هو تلميع صورة ذاك او جعل ذاك من المشاهير .

و الكل للأسف يستطيع ان يروي لنا أساطيره  و انجازاته السابقة و نضاله زمن الاستبداد و القهر  و هو لم يبارح مقعده و أخذ ينتظر اللحظة المناسبة كي يركب مع جملة الراكبين على دم و عرق المواطن البسيط الذي كان همه الوحيد هو الحصول على تغيير و لو جزئي لمأساته نحو الافضل و التخلص من الدكتاتورية التي جففت كل منابع الحياة بالنسبة له .

 فمن هذا الطرف من يري الحرية في إقصائه للآخر   و  اعادته للسجن او تهجيره قصريا خارج البلاد  و من الطرف الآخر من يجد في التحريم والتكفير  سبيله  الوحيد و طريقه إلى الجنة  و بين ذلك و هذا يضل المواطن حائر متساأل أين يذهب ،هل إلى من سيعيده للقرون الوسطي او من سيجعله حريته رهن لأهوائه ، كل ما قد نكتبه قد كتب لكن غالب السياسيين في تونس أخذوا على عاتقهم اللعب   على مشاعر الناس و التعامل معهم  كمجرد رقم او صوت قد يكون وسيلة لصعودهم للكراسي .

و من هنا يطرح السؤال أين البرامج الواضحة و الموجهة صوب مصلحة الوطن و المواطنين ، أم ان الصراع هو صراع مناصب بامتياز ؟

مرت سنين عن  اندلاع الشرارة الأولى لما تم تسميته بالربيع العربي و لا تزال هزاته الارتدادية تضرب هنا و هناك و لا نزال في حيرة من أمرنا أين ستأخذنا تلك الموجات التي عصفت بنا و جعلت الكراسي تهتز لتهتز معها عروش  الدكتاتوريات و تتحطم امبراطوريات خلناها أنها ستضل جالسة فوق قلوبنا لعقود ؟

اسئلة تنتظر الأجوبة الآنية فطاقة المواطنين على الصبر بدأت تنفذ  و بدأئنا  ندخل مرحلة الشك  فالمواطن الذي انتظر لساعات طويلة قاهر بذلك اشعة الشمس الحارقة مرابط لكي يعطى صوته و يختار من سيمثله في ما يسمي بالمجلس التأسيسي لن يكون بمثل تلك الحماسة و الاصرار لأن الوضع ليس بنفس الوضع ، فالكل بالنسبة له متاجر و مقامر فلا ثقة له في أي سياسي او في أي حزب  و حتي لو اعطي صوته فهو سيكون مجبرا على الاختيار بين السيء و الأسوء ، فالمواطن الذي فقد الأمل في التغيير الحقيقي أصبح يبحث عن بديل واقعي يخاطب قدرته على الشراء و يجد حلول لمعظلة البطالة و الفقر و الخصاصة و أي خطاب او برنامج لا يخاطب هذه المشاكل بالنسبة له مجرد كلام لا معني له و لا فائدة منه .

فهل يمكننا اليوم إيجاد هذا البديل الحقيقي القادر على حلحلة الوضع في البلاد و إيجاد الحلول و لو النسبية لكل تلك المشاكل ؟؟

 

يتبع ..........



05/04/2013
0 Poster un commentaire
Ces blogs de Politique & Société pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 12 autres membres